• !
×

rasl_essaher

أهل صفن

أهل صفن
وركبة وقد ذكرها هي وذا غزال وأما غزال فبناحية عسفان وفيها يقول كثيّر:
أناديك ما حج الحجيج وكبرت ... بفيفا غزال رفقة واهلت
وما كبرت من فوق ركبة رفقة ... ومن ذي غزال أشعرت واستهلت
الأركب: جماعة
قلت لها في مطلخم طاخ ... لدى مناخ أيما مناخ
لأوقح ذي المنهل الوضاخ ... يا ناق همّ الشهر بانسلاخ
فأزمعي بالجد لا التراخي ... فانتهضت بمشرف شماخ
كالجذع جذع النخلة الشمراخ ... كأم أفراخ إلى أفراخ
عن ذي طوى ذي الحمض والسباخ ... قاربة للورد من كلاخ
أوقح منهل على واد عذب الماء وقيل لعليل من أهل صنعاء وهو في منزله ما تشتهي؟ قال: شربة من ماء أوقح، وكلاخ واد ماؤه ثقيل ملح وكل هذه البلاد من تبالة إلى نخلة ديار هوزان فيها من كل بطونها، ذو طوى موضع وذو طوى بمكة أيضاً.
يا هند لو أبصرت عن عيان ... قلائصاً يوضعن في جلدان
بالقوم من يقظان أو وسنان ... وكل صلت ثابت الجنان
أروع مفضال على الإخوان ... لا ثلب خبّ ولا منّان
وكل نكس حضر ضنان ... معمم بالذم ضبِّ وان
جمّ الخنا نوامة حيران ... علمت من ذو الفضل في الركبان
جلذان موضع قاع واسع، خب ثقيل يقال هو خب ضب.
(1/262)
____
إذا انتحى القوم على الخوص العنق ... عن ذات أصداء سنامي الفنق
العيدهيّات العياهيم السحق ... وقد طوت حنطوة الخرق الأمق
حيث بريد الصخر عن غرب الطرق ... أقول للبارق وهنا إذ برق
لوامض البرق اليماني المؤتلق ... أيسر من نعمان إذ شقَّ الأفق
هيجت أشجاناً لذي شوق علق ... وانتحت العيس المواسيق الوسق
ذات أصداء موضع، والفتق معلف، السحق الطوال من الإبل والنخل ومنه قيل هواء سحيق أي بعيد والعيدهيات الهاء مزيدة، نعمان فوق عرفة من أرض نجد؟ والحنطوة موضع وكانت مرحلة أهل صنعاء قد أصيبوا بها سنة فقيل سنة الحنطوة.
فقلت لما ثاب لي احتفاظي ... والقلب فيه شبه الشواظ
سل الهوى عن قلبك المغتاظ ... والعيس تطوي الأرض بالمظاظ
مشفقة من زاجر كظاظ ... مسهلة للخبت من عكاظ
طوت فجاج الأرض باندعاظ ... بمجمرات صلّب غلاظ
بفتية لا فحّش فظاظ ... لا بل رواة صدق حفاظ
المظاظ من المماظة وهي المغاشة والمشاقة، عكاظ بمعكد هوازان وسوق العرب القديمة وهي لبني هلال اليوم، والاندعاظ الاندفاع، والمجمر الخف المستدير الصليب الجوانب.
فانجردت بالرفق العصائب ... عيدية مفعمة المناكب
(1/263)
____
تاركة قرَّان للمناقب ... بحيث خط الميل كف الكاتب
وشرّبا في جنح ليل واقب ... بكل محض حسن الضرائب
يدعو إلى الله دعاء الراغب ... من مشفق من ذبه وتائب
يقول والأمر إلى العواقب ... يا رب هب لي أحسن المواهب
المفعم الممتليء، قرَّان وشرب مكانان من أرض عكاظ وقران هذا غير قران اليمامة، وقران الجوف جوف أرحب، وهذه المواضع من الجرداء ويضرب على مشرق جميع هذه المواضع جبل الحضن من المحجة على يوم وكسر ثم ضرب الناس من قرَّان وشرب ذات اليسار فعلوا رأس السراة وهو المناقب خمس عقبات منها الغمضة وغيره فانحدروا فيها وسقطت بهم على قرن الحرض وهو الذي وقّته النبي عليه السلام لأهل نجد ولأهل تهامة يلملم ولأهل الشأم ومصر الجحفة ولأهل العراق ذات عرق.
حتى إذا أدنى الكاب مدني ... بقوة المنعم لا بالوهن
استبدلت بالخوف دار الأمن ... وجاءت الميقات وادي قرن
ومسجدا حف بزي الحسن ... به يهل الحج قبل الركن
والمشعرون البدن أهل البدن ... ويزجر المرفث كي لا يخني
ويترك الفسق الذي لا يغني ... وجدل القول الذي لا يعني
بقرن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبئره وهو واد ونخل وحصون وهو على رأس البوباة.
ذاك إذا القوم بقرن يمموا ... فاغتسلوا بالماء أو تيمموا
وقلدوا الهدى كما قد عُلموا ... وأحرموا وأشعروا فأعلموا
ونشر البُرد اليماني المعلم ... للقوم ثم استقدموا أو قدموا
حتى إذا قضوا صلاة سلموا ... ورفعوا أصواتهم فأحرموا
ومجدوا ربهم وكرموا ... واستغفروا خالقهم واسترحموا
(1/264)
____
قال: ونشر البرد هو يريد البرود كما تقول العرب: قل الجمل وقل الثوب وغلا الثوب وعز الدينار وهم يروون غلت الثياب وقلّت الجمال وقلت الدنانير.
هذا وهم في مسجد الميقات ... ثم استطفوا فوق يعملات
حتى إذا ما ثرن مجبوبات ... لبوا جميل الصنع ذا الخيرات
بلغة من أحسن اللغات ... بحاً وشعثا رافعي الأصوات
مفضين بالمسير إلى البوبات ... قولهم: يا قاضي الحاجات
اغفر لنا يا سامع الدعوات ... واعف عن الأحياء والأموات
البوباة أرض منقلة إلى وادي نخلة ومصعدها إلى قرن كثيب لا تكاد تعدوه الرذايا والأنضاء، مجبوبات قد أكلت الرحال من أسنمتها والواحدة جباء والذكر أجب ومن الناس مجبوب.
ثم اعتزمن العيس بالتصميم ... عوائداً للمسجد المعلوم
قواصداً للكفو فاليسوم ... إلى بريد الصخرة المأزوم
والقوم في التمجيد والتعظيم ... يرجون عفو الغافر الرحيم
ومنزلاً في جنة النعيم ... بعفو رب واسع كريم
والعيس في ذي طخية بهيم ... على سبيل الحق مستقيم
المسجد المعلوم مسجد إبراهيم عليه السلام إلى رأس وادي نخلة ينزل الناس فيصلون فيه ويدعون، والكفو واليسوم جبلان بنخلة، والبهيم الليل لأنه في رأس الشهر متحير بظلمة على الطريق.
لضيعة الطلحيِّ مستقيمه ... صادرةً عنها تؤم الزيمه
ثم على سبوحة القديمه ... حيث بريد الصخرة المقيمه
مطنبة في السير ذي العزيمه ... إلى أريك تعتلي صميمه
حميدة في الركب لا مليمه ... باقية أعراقها كريمه
(1/265)
____
إني لأرجو أن ترى سليمه ... محمودة في الركب لا مذيمه
ضيعة الطلحي من قريش نخل قديمات الزيمة موضع فيه بستان عبد الله بن عبيد الله الهاشمي، وكان في أيام المقتدر على غاية العمارة، وكان يغل خمسة آلاف دينار مثقال وفيه حصن للمقاتلة مبني بالصخر ويحميه بن سعد، من ساكنه عروان، وعدد جذوعه ألوف، وفيه غيل مستخرج من وادي نخلة غزير يفضي إلى فوارة في وسط الحائط تحت حنية إلى مأجل كبير وفيه الموز والحنا وأنواع من البقول، وسبوحة موضع، وأريك عقبة تضاف إلى مكان فيقال عقبة أريك بضم الألف واريك بفتحها الذي ذكره الأعشى بناحية أوارة والطريق حينئذ من رأس المناقب إلى مكة مستقبلة ما بين المغرب والجنوب تكون الشمس عاشيا على صدغك الأيمن.
ثم انتحت وخداً على انكماش ... بئر الجذاميِّ باحتياش
إلى حنين المنهل الجياش ... حتى إذا أفضت إلى المشاش
حيث بريد الصخر لا تحاشي ... عجت بتحنان لشوق غاشي
وادَّكرت للإلف والمعاش ... مالكئاً بالعرش كالعشاش
فالحول من نشوة فالأخشاش ... مواطن الأكلاء والأنفاس
على انكماش على سرعة يقال هو فرس كميش الجري أي سريعه، وآبار الجذامي بئر معمورة، والجذامي من أهل مكة، باحتياش باجتماع وحاش الصيد جمعه، وحنين هو الذي كانت به وقعة حنين بين النبي وبين هوازن، المشاش موضع يلتقي فيه محجة اليمن ونجد ومحجة العراق والبحرين، والعرش والعشاش ونشوة الأخشاش مواضع برداع والإنفاش للغنم والإرعاء للإبل رعي الليل.
ثم بنجد الحل فالصفاح ... لها انسراح أيما انسراح
في وهج حر ذي سموم ضاحي ... وخدا إلى فوَّاره الممتاح
(1/266)
____
والشرع الريان لا الضحضاح ... في الحرم الآمن لا المباح
أدعوك يا ذا المن والإصلاح ... يا ربنا يا فالق الإصباح
حرم من الأبدان والأرواح ... من جاء لا يبغي سوى الصلاح
نجد الحل الحد بين الحل والحرم، والفوارة على مظهر الغيل الذي يصب إلى بركة زبيدة بمكة وعلى الفوارة بناء عظيم بنته زبيدة بنت جعفر بن المنصور امرأة هارون وأم الأمين.
ثم لشعب السدرة الكبير ... لها مسير ليس بالتغرير
إلى حراء فإلى ثبير ... لبئر ميمون بلا تقصير
ثم لشعب الخوز تحت البئر ... عن شعب جرما يسرا فجوري
لمستقر الدور ولقصور ... لمنزلي ذي الغبطة المعمور
لابد كل الأمر من مصير ... يا ناق قد أعقبت بالمسير
حراء وثبير جبلان أعلى مكة، وشعب السدرة حيث مسجد المزار وهو أول الأبطح، وبئر ميمون هي بئر أهل مكة القديمة التي كانوا يردونها واحتفرها ميمون بن قحطان الصَّدفي في الجاهلية القديمة وقد كرنا خبرها وسببها في كتاب الإكليل وشعب الخوز بمكة يكون فيه البياعون، وخرما بمكة.
بعقبة في الحرم المحرم ... ألقي به يا ناق رحلى واسلمي
في منزل كان لرهط الأقدم ... ثم عن الحجون لا تلعثمي
إلى جوابيها العظام العُظم ... ثم اشربي إن شئت أو تقدمي
منها لردم السؤود المردم ... ردم بني مخزومها المخزم
حتى تناخي عند باب الأعظم ... وتشربي ريا بحوض زمزم
يقول قد أعقبت بالسير راحة أيام والراحة العقبة ومن ذلك: قوله عقبة الماشي أي ركوبه ليستريح. ويريد بالرهط الأقدم000 والجواب مشارع بركة زبيدة لتطامنها، وجوابيها حياضها. وقال باب الأعظم وهو يريد
(1/267)
____
عند الباب الأعظم فأضافه إليه كما قال عز وجل " أقرب إليه من حبل الوريد " الحبل هو الوريد.
والحمد لله الذي قد أنعما ... سيرنا في أرضه وسلما
حتى أتينا بيته المحرما ... منا فعظمناه مع من عظما
ثم هدانا نسكنا وعلما ... كما هدى قبل أبانا آدما
ثمت طوفنا به تحرَّما ... وسنةٌ يفعلها من أسلما
ثم استلمنا ركنه المكرما ... ثم ركعنا ووردنا زمزما
ثم خرجنا للصفا باب الصفا ... حيث ترى الحجاج تدعو عكفا
ثم على الرهوة رهوا وقفا ... ومنهم بالواد من قد أوجفا
هرولة من بعد مشي رسفا ... يدعون رباً طالما تعطفا
أن يصرف الأنكال عنهم مصرفا ... سعيا تراهم شجبا ووجَّفا
ومنهم من حل من حذفا ... ومفرد للحلق قد تخلفا
انثّ الحجاج على وجه الجماعة، وحل من الإحلال، وجفّ بالدعاء له.
حتى إذا أفضوا من المشاهد ... عادوا إلى بيت مشيد شائد
خط لإبراهيم ذي المعاهد ... ولابنه الصادق في المواعد
إذ يرفعان البيت ذا القواعد ... ويحفران الماء ذا الموارد
فالناس بين شارب وحامد ... وطائف وراكع وساجد
وعاكف لله غير جاحد ... يا ربنا من كاده من كائد
كأنه قال إلى بيت مشيد فأخرجه على شائد كما يقال ليل نائم وعيش ناصب أي منيم فيه ومنصب وعيشة راضية أي مرضية.
(1/268)
____
فكن له يا ربنا بمرصد ... وزده برّاً وتعظيما يزدد
في مسجد ما مثله للسُّجّد ... ومنهل طام رويّ المورد
عين من الجنة لم تصرد ... أمام بيت شائد مشيد
قد حف بالديباج لم يجرد ... والدر والمردان والزبرجد
وركن ياقوت وبابي عسجد ... فياله بيت مبين السؤدد
يريد منهل المسجد زمزم ويريد كسوة البيت وما يعلق عليه في الشمسية من الجوهر والعسجد والذهب.
حتى إذا ما ارتحل الإمام ... بسنة سن بها الإسلام
وسارت الرايات والأعلام ... عاد لقوم نقضوا إحرام
ثم مضى إلى منى الأقوام ... ثمت أمسوا وبها قد ناموا
حتى إذا ما حسر الظلام ... صلوا بها الفجر معاً وصاموا
طوعاً ولم يفرض بها صيام ... ثم مضوا ما إن لهم مقام
حتى أتوا حيث يكون الموقف ... بعرفات وبها المعرف
يوم به إبليس عاو يهتف ... مما يرى من صرف ما يصرف
من رحمة الله التي لا توصف ... ومن عطاء الله ما لا ينزف
من حور عين في العلى تطرف ... شوقاً إلى أزواجها تشرف
طوبى لأهل الحج يوم أوجفوا ... بصالح الأعمال عما أسلفوا

بواسطة : rasl_essaher
 0  0  431

سحابة الكلمات الدلالية