• !
×

rasl_essaher

مدينة إلبيرة

إلبيرة
من كور الأندلس، جليلة القدر، نزلها جند دمشق من العرب، وكثير من موالى الإمام عبد الرحمن بن معاوية، وهو الذي أسسها وأسكنها موالية، ثم خالطتهم العرب بعد ذلك؛ وجامعها بناه الإمام محمد، على تأسيس حنش الصنعاني، وحولها أنهار كثيرة، وكانت حاضرة إلبيرة من قواعد الأندلس الجليلة، والأمصار النبيلة، فخربت في الفتنة وانفصل أهلها إلى مدينة غرناظة، فهي اليوم قاعدة كورها، وبين إلبيرة وغرناطة ستة أميال.
ومن الغرائب أنه كان بناحية مدينة إلبيرة فرس قد نحت من حجر صلدٍ قديم هناك لا يعلم واضعه، فكان الغلمان يركبونه ويتلاعبون حوله، إلى أن انكسر منه عضو، فزعم أهل إلبيرة أن في تلك السنة التي حدث فيها كسره تغلب البربر على مدينة إلبيرة فكان أول خرابها.
(1/29)
____
ومدينة إلبيرة بين القبلة والشرق من قرطبة، ومنها إبراهيم بن خالد، سمع من يحيى وسعيد بن حسان، وسمع من سحنون، وهو أحد السبعة الذين اجتمعوا في إلبيرة في وقتٍ واحدٍ من رواة سحنون، ومنها أبو إسحق بن مسعود الإلبيرى صاحب القصيدة الزهدية التي أولها وافر:
تفت فؤادك الأيام فتا ... وتنحت جسمك الساعات نحتا
وهي طويلة جداً، وهو القائل كامل:
من ليس بالباكي ولا المتباكي ... لقبيح ما يأتي فليس يراك
القصيدة بطولها، وهو القائل سريع:
ما أميل النفس إلى الباطل ... وأهون الدنيا على العاقل
آه لسرٍ صنته لم أجد ... خلقا له قط بمستاهل
هل يقظ يسألني، علنى ... أكشفه لليقظ السائل
لو شغل المرء بتركيبه ... كان به في شغل شاغلٍ
وعاين الحكمة مجموعةً ... ماثلةً في هيكلٍ مائلٍ
يا أيها الغافل عن نفسه ... ويحك فق من سنة الغافل
وساحل إلبيرة كان به نزول الأمير عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الداخل إلى الأندلس حين عبوره إليها.
(1/30)

بواسطة : rasl_essaher
 0  0  379