برغش و بريانة و بزليانة و بسطة و بطروش
برغش
في بلاد الروم بالقرب من مدينة ليون، وهي مدينة كبيرة يفصلها نهر، ولكل جزء منها سور، والأغلب على الجزء الواحد منها اليهود، وهي حصينة منيعة، ذات أسواقٍ وتجارٍ، وعددٍ وأموال، وهي رصيف للقاصد والمتحول، وهي كثيرة الكروم، ولها رساتيق وأقاليم معمورة.
بريانة
بالأندلس بقرب عقبة أنيشة.
وهي مدينة جليلة عامرة، كثيرة الخصب والأشجار والكروم، وهي في مستوٍ من الأرض، وبينها وبين البحر ثلاثة أميالٍ، وهي قريبة من بلنسية.
بزليانة
قرية على ساحل البحر، قريبة من مالقة، وهي قرية تشبه بالمدينة في مستوٍ من الأرض، وأرضها رمل، وبها الحمام والفنادق، ويصاد بها الحوت الكثير، ويحمل منها إلى الجهات المجاورة لها، وبينها وبين مالقة ثمانية أميال.
بسطة
مدينة بالأندلس بالقرب من وادي آش، وهي متوسطة المقدار، حسنة الموضع،
(1/44)
____
عامرة، آهلة، حصينة، ذات أسواقٍ، وبها تجارات، وفعلة بضروب الصناعات، وبينها وبين جيان ثلاث مراحل؛ وهي من كور جيان، وشجر التوت فيها كثير.
وعلى قدر ذلك غلة الحرير والزيتون، وسائر الثمار بها على مثل ذلك من الكثرة، وأرضها عذاة كثيرة الريع، وبها كانت طرز الوطاء البسطى من الديباج الذي لا يعلم شفيرها، وبها جبل يعرف بجبل الكحل، لا يزال ينقر منه كحل أسود، يزيد بزيادة القمر، وينقص بنقصانه، لم يزل على ذلك من قديم الدهر.
ومدينة بسطة مدينة مفردة من الجزء الرابع من قسمة قسطنطين، وهي مشهورة بالمياه والبساتين، وكان الأديب أبو الحسن على بن محمد بن شفيع البسطى يقول: لو طبعت على الزهد لحملنى حسن بلادي على المجون والتعشق والراحات!، وكان شاعر بسطة.
بطروش
بالأندلس في طريق قرطبة، وهو حصن كثير العمارة، شامخ الحصانة، لأهله جلادة وحزم على مكافحة أعدائهم، ويحيط بجبالهم وسهولهم شجر البلوط، الذي فاق طعمه كل بلوط على وجه الأرض، ولهم اهتمام بحفظه وخدمته، وهو لهم غلة وغياث في سنى الشدة والمجاعة.
(1/45)