مدينة بيانة و بيران و بيغو وبيونة
بيانة
بالأندلس من أعمال قرطبة، وهي من مدن قبرة، وعلى يمين الطريق الذاهب إلى قرطبة، وشرقي قبرة، بينهما عشرة أميال، وهي على ربوة من الأرض طيبة التربة، كثيرة المياه السائحة، ولها حصن منيع، وبها جامع بناه الإمام عبد الرحمن ومنبر، وكانت قبل الفتنة من غرر البلدان، وكان بها أسواق عامرة، وحمامات، وهي كثيرة البساتين والكروم والزيتون، وهي على نهر مربلة، يأتيها من جهة القبلة، وهو نهر كبير، عليه الأرحارء الكثيرة.
ومن بيانة، قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء البياني، مولى الوليد بن عبد الملك، سمع بقرطبة من بقى بن مخلد وغيره، وبمكة من جماعة، وبالعراق
(1/59)
____
من أحمد بن زهير بن حرب، وهو ابن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، ومحمد بن يزيد المبرد، وثعلب، وغيرهم.
بيران
حصن من حصون الأندلس، ومن قصيدة ابن الأبار يمدح بها السيد أبا زيد عند انقياد أهل بيران لابنه السيد أبي يحيى أبي بكر سنة622 بسيط:
لله قلعة بيران وعزتها ... على الأعاصر في ماضي الأعاصير
عنت ودانت على حكم المنى فرقاً ... من سيدٍ قد هوت من أرفع السور
وأذعنت وهي الشماء ذروتها ... على حجاج لها من قبل مذكور
ولو أصرت على الإعراض ثانيةً ... لأصبحت بين تخريب وتدمير
مدت إليك أبا زيد بطاعتها ... يداً مخافة صولٍ منك مشهور
وأكدت في الرضى والصفح رغبتها ... كما تقدم تأييد المقادير
فجدت جودك بالنعمى بما سألت ... من الأمان لها طلق الأسارير
بيغو
مدينة بالأندلس من عمل غرناطة.
كان عبد الله صاحب بياسة من بني بعد الؤمن وهو المعروف بالبياسي استدعى عدو الدين لما نزل عليه العادل ببياسة، فحاصره فأقلع عنه دون شيء لما لم
(1/60)
____
يجد في المسلمين كبير إعانة، استدعى النصارى فوصلوا إليه، فسلم إلى الفنش بياسة، وجازى أهلها شر الجزاء، بعد ما آووه ونصروه، فأخرجهم منها وسار مع الفنش ليأخذ معاقل الإسلام باسمه، فدخل قيجاطة من عمل جيان بالسيف، وقتل العدو فيها خلقاً كثيراً، وأسر آخرين، وكان حديثها شنيعاً تنفر منه الأسماع والقلوب؛ ثم نهض أيضاً ومعه العدو إلى لوشة من عمل غرناطة، فاستعصم أهلها بسورها الحصين، وقاتلوه أشد قتال، وأسمعوه ما هاج غيظه، فلما تمكن منها سلط عليهم عدوهم في الدين، ففتكوا بهم أشد الفتك، ثم سار إلى بيغو هذه فأطال مع الفنش حصارها إلى أن دخل البلد بعد شدةٍ، وصالحه أهل القلعة، وما زال أمره يقوى إلى أن احتوى على قرطبة ومالقة وكثير من معاقل هاتين القاعدتين وبلادهما، فخاف منه العادل بإشبيلية، وجمع من عنده من الجند، ونظر في كفه عن جهته، وكان ذلك في سنة622.
بيونة
مدينة في بلاد الروم على ساحل البحر وهي بالقرب من مدينة طودة.
(1/61)