فِي إِخْبَار الْجِنّ بِقَتْلِهِم سعد بن عبَادَة
الْبَاب السَّابِع وَالسِّتُّونَ فِي إِخْبَار الْجِنّ بِقَتْلِهِم سعد بن عبَادَة
ذكر ابْن عبد الْبر وَغَيره أَن سعد بن عبَادَة كَانَ تخلف عَن بيعَة أبي بكر وَخرج عَن الْمَدِينَة وَلم ينْصَرف إِلَيْهَا إِلَى ان مَاتَ بحوران من أَرض الشَّام لِسنتَيْنِ وَنصف مصتا من خلَافَة عمر وَذَلِكَ سنة خمس عشرَة وَقيل سنة أَربع عشرَة وَقيل بل مَاتَ سعد بن عبَادَة فِي خلَافَة أبي بكر وَقيل سنة إِحْدَى عشرَة وَلم يَخْتَلِفُوا أَنه وجد مَيتا فِي مغتسله وَقد أَخْضَر جسده وَلم يشعروا بِمَوْتِهِ حَتَّى سمعُوا قَائِلا يَقُول وَلَا يرَوْنَ أحدا ... قد قتلنَا سيد الْخَزْرَج ... سعد بن عبَادَة
ورميناه بسهمين ... فَلم نخط فُؤَاده ...
(1/191)
____
وَيُقَال إِن الْجِنّ قتلته وروى ابْن جريج عَن عَطاء أَنه قَالَ سَمِعت أَن الْجِنّ قَالَت فِي سعد بن عبَادَة فَذكر الْبَيْتَيْنِ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ يَزْعمُونَ أَن عَلْقَمَة بن صَفْوَان وَحرب بن أُميَّة من قَتْلَى الْجِنّ قَالُوا وَقَالَت الْجِنّ ... وقبر حَرْب بمَكَان قفر ... وَلَيْسَ قرب قبر حَرْب قبر ...
قَالُوا وَمن الدَّلِيل على أَن هَذَا من شعر الْجِنّ أَن أحدا لَا يقدر أَن ينشده ثَلَاث مَرَّات مُتَّصِلَة من غير تتعتع وَيقدر على تكْرَار اشق بَيت من أَبْيَات غير الْجِنّ عشر مَرَّات من غير تتعتع وَالله أعلم