فِي نوحهم على وَكِيع بن الْجراح
الْبَاب الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ فِي نوحهم على وَكِيع بن الْجراح
قَالَ عَبَّاس الدوري فِي تَارِيخه حَدثنَا أَصْحَابنَا عَن وَكِيع أَنه خرج إِلَى مَكَّة وَكَانُوا إِذْ ذَاك يخرجُون فِي الصَّيف فَجعل أَهله يسمعُونَ النوح فِي دَارهم وَكَانَت دَارهم قوراء كَبِيرَة فَجعلُوا لَا يَشكونَ أَن النوح من دَارهم فَاسْتَيْقَظَ عِيَاله فَجعلُوا يسمعُونَ النوح فَلَمَّا قضى النَّاس الْحَج وَقدمُوا سَأَلَهُمْ النَّاس عَن وَكِيع مَتى مَاتَ فَقَالُوا فِي لَيْلَة كَذَا وَكَذَا فَإِذا هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي سمعُوا النوح فِيهَا
قلت كَانَ وَكِيع إِمَامًا حَافِظًا واعيا للْعلم يَصُوم الدَّهْر وَيخْتم الْقُرْآن كل لَيْلَة مَعَ خشوع وورع وَكَانَ يُفْتِي بقول أبي حنيفَة وَسمع مِنْهُ كثيرا وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة عَن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة وَله أَخْبَار رَحمَه الله وترجمته كَبِيرَة
حكى الزَّمَخْشَرِيّ أَنه حج أَرْبَعِينَ حجَّة ورابط فِي عبادان أَرْبَعِينَ لَيْلَة وَختم بهَا الْقُرْآن أَرْبَعِينَ ختمة وروى اربعة آلَاف حَدِيث وَتصدق بِأَرْبَعِينَ ألفا وَمَا روى وَاضِعا جنيه وَالله تَعَالَى اعْلَم
(1/205)