• !
×

rasl_essaher

فِي بَيَان تعرض الشَّيْطَان لحواء

الْبَاب الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة فِي بَيَان تعرض الشَّيْطَان لحواء

قَالَ الإِمَام احْمَد حَدثنَا عبد الصَّمد حَدثنَا عمر بن ابراهيم حَدثنَا قَتَادَة عَن الْحسن عَن سَمُرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لما ولدت حَوَّاء طَاف بهَا إِبْلِيس وَكَانَ لَا يعِيش لَهَا ولد فَقَالَ سميه عبد الْحَارِث فَإِنَّهُ يعِيش فَسَمتْهُ عبد الْحَارِث فَكَانَ ذَلِك من وَحي الشَّيْطَان وَأمره فَهَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم وَأخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه كلهم من حَدِيث عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث بِهِ قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب لانعرفه إِلَّا من حَدِيث عمر بن ابراهيم وَرَوَاهُ بَعضهم عَن عبد الصَّمد وَلم يرفعهُ فَهَذِهِ عِلّة قادحة فِي الحَدِيث أَنه روى مَوْقُوفا على الصَّحَابِيّ وَهَذَا أشبه وَالظَّاهِر أَن هَذَا من الْإسْرَائِيلِيات وَهَكَذَا روى مَوْقُوفا على ابْن عَبَّاس وَالظَّاهِر أَنه متلقى عَن كَعْب وَذَوِيهِ وَقد فسر الْحسن قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم الَّذِي خَلقكُم من نفس وَاحِدَة وَخلق مِنْهَا زَوجهَا وَبث مِنْهُمَا رجَالًا كثيرا وَنسَاء}
(1/269)
____
بِخِلَاف هَذَا فَلَو كَانَ عِنْده عَن سَمُرَة مَرْفُوعا لما عدل عَنهُ إِلَى غَيره وَالله أعلم وَأَيْضًا فَالله تَعَالَى إِنَّمَا خلق آدم وحواء ليكونا أصل الْبشر وليبث مِنْهُمَا رجَالًا كثيرا وَنسَاء فَكيف كَانَت حَوَّاء لَا يعِيش لَهَا ولد كَمَا ذكر فِي هَذَا الحَدِيث إِن كَانَ مظنونا والمظنون بل الْمَقْطُوع بِهِ رَفعه إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطأ وَالصَّوَاب وَقفه وَالله أعلم وَقد ذكر الإِمَام أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن جرير فِي تَارِيخه إِن حَوَّاء ولدت لآدَم أَرْبَعِينَ ولدا فِي عشْرين بَطنا قَالَه ابْن اسحاق وَالله أعلم وَقيل مائَة وَعشْرين بَطنا فِي كل بطن ذكر وَأُنْثَى أَو لَهُم قابيل واخته قليما وَآخرهمْ عبد المغيث وَأُخْته ام المغيث ثمَّ انْتَشَر النَّاس بعد ذَلِك وكثروا وامتدوا فِي الأَرْض ونموا وَذكر أهل التَّارِيخ أَن آدم لم يمت حَتَّى رأى من ذُريَّته أَوْلَاده وَأَوْلَاد أَوْلَاده أَرْبَعِينَ ألف نسمَة وَالله أعلم وَقَالَ تَعَالَى {هُوَ الَّذِي خَلقكُم من نفس وَاحِدَة وَجعل مِنْهَا زَوجهَا ليسكن إِلَيْهَا} إِلَى قَوْله {فتعالى الله عَمَّا يشركُونَ} فَهَذَا تَنْبِيه بِذكر آدم أَولا ثمَّ استطراد إِلَى الْجِنْس وَلَيْسَ المُرَاد بِهَذَا ذكر آدم وحواء بل لما جرى ذكر الشَّخْص استطرد إِلَى الْجِنْس كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان من سلالة من طين ثمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَة فِي قَرَار مكين} وَقَالَ تَعَالَى {وَلَقَد زينا السَّمَاء الدُّنْيَا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين} وَمَعْلُوم أَن رجوم الشَّيَاطِين لَيست هِيَ أَعْيَان مصابيح السَّمَاء وَإِنَّمَا استطرد من شخصها إِلَى جِنْسهَا وَالله أعلم

بواسطة : rasl_essaher
 0  0  371