• !
×

rasl_essaher

العمران الريفي

العمران الريفي
مدخل
...
العمران الريفي
تعد المراكز العمرانية settlements أول خطوة للإنسان لملاءمة نفسه مع ظروف البيئة الجغرافية، وتدخل دراستها في فروع متعددة من العلوم، فالإثنوغرافي يتولى وصف أشكال المساكن والمواد المستخدمة في بنائها ثم يدرس الموضوعات المختلفة للتركيب الاجتماعي والمستوى الحضاري للسكان وهو في كل ذلك يواجه الكثير من المشكلات الجغرافية للعمران، وفي مرحلة أعلى من التطور يدرس علماء الاجتماع والاقتصاد مشكلات المراكز العمرانية في مجال تخصصهم أما الجغرافي فيتناول دراسة مراكز العمران البشري في ضوء علاقاتها بالبيئة المجاورة التي توجه موضع المراكز العمرانية ومواقعها والمواد التي بنيت منها، وما ينعكس على حرف وتركيب هذه المراكز ثم مظاهر التركز أو التشتت على رقعة الإقليم والعوامل المؤثرة في ذلك، وعلى ذلك فإن دراسة البيئة الطبيعية تعد أساسية في تحليل جغرافية العمران الريفي والحضري على السواء، وارتباطها بمظاهر السطح والتركيب الجيولوجي والمظاهر الطبيعية الأخرى.
ويمكن تقسيم مراكز العمران الريفي إلى نوعين رئيسيين هما:
1- المراكز العمرانية الريفية المؤقتة:
تعكس المراكز العمرانية ارتباط المركز البشري بالموراد المتاحة في البيئة المحلية، ولذلك فإنها قد تكون مراكز عمرانية مؤقتة أو شبه دائمة أو دائمة، ومن الطبيعي أن القرى الثابتة نتاج بيئي لتطور طويل ارتبط بتزايد الموارد الطبيعية وبعبقرية الإنسان في الحصول على هذه الموارد وزيادتها، ومن ناحية أخرى فإن المراكز المؤقتة ترتبط بالمجتمعات البدائية مثل جماعات القنص والرعاة وحتى بعض الزراع البدائيين المتنقلين، بل إن البداوة قرينة بالتنقل الدائم وبمضارب الخيام، ويبدو ذلك بوضوح في خيام العربان ومخيمات قرى الوطنيين المندمجة في شمال شيلي مثل قرى الأنكا القديمة.
ب- المراكز العمرانية الريفية الثابتة:
من السهل تحديد تعريف المحلات العمرانية الريفية في ضوء وظيفة سكانها، ومن هنا تختلف المحلة العمرانية الريفية تماما عن المحلة الحضرية "المدينة" ذلك لأن القرية هي "ورشة workshop" زراعية كبرى ويتحدد شكلها بنوع العمل الذي يمارسه سكانها وأساليب الزراعة والطريقة التي تستغل بها التربة.
أنواع المراكز العمرانية:
يرتبط إنشاء المراكز العمرانية الثابتة بمجموعة من العوامل الجغرافية لعل أهمها تزايد السكان في رقعة ما وثانيها توفير البيئة الصالحة لإنشاء هذه المراكز، وعندما يتحقق ذلك فإنه يعطي الفرصة لإنتاج الغذاء بدرجة كافية في مساحة أصغر، وهنا تحل الزراعة الكثيفة محل الزراعة الواسعة، وفي نفس الوقت فإن المركز العمراني يصبح مركزا ثابتا ودائما بالضرورة.
كذلك فإن هناك أسبابا أخرى تجعل المحلات دائمة وغير متنقلة، ومنها محاولة التجمع في محلة عمرانية ثابتة لدرء الأخطار وتحقيق الأمن الجماعي، وهناك أمثلة عديدة منها فعلا ما حدث لبدو التيدا tedas في إقليم التبستي والذين كانوا أصلا شعبا بدويا متنقلا دون مساكن دائمة، وبعد أن تعرضوا لهجمات مستمرة من الطوارق تحولوا إلى الزراعة بقدر ما تتيحه ظروف بيئتهم الصحراوية، وأصبحت محلاتهم العمرانية ثابتة ومستقرة -مع وجود بعض الأنشطة الاقتصادية الأخرى التي ترتبط بالبداوة والترحال في نفس الوقت.
وهناك مثال آخر في الأراضي الموسمية في آسيا كما في اسام مثلا التي عمرت بمعدل سكاني كبير وحدثت تغيرات كبيرة في الزراعة حيث تحولت من زراعة متنقلة إلى زراعة كثيفة وكذلك المغول في وسط آسيا، ولدى هذه الشعوب فإن المحلات العمرانية هي إحدى مظاهر الحياة وانعكاس لظروف البيئة المباشرة على التركيب الاجتماعي لهم، لذا فإن هناك تماسكا اجتماعيا قويا بين جماعات الصيد والزراعة البدائية والرعي البدائي، ويبدو ذلك في جماعات الإسكيمو في النطاق القطبي وكذلك لدى جماعات الهنود الحمر في أمريكا الشمالية وشعوب شرق سيبيريا، ولعل في ظاهرة الانتقال الفصلي transhumance ما يدل على أن العمران غير مستقر حيث يشغل السكان المساكن بصفة غير دائمة، بالرغم من أنها مساكن مبنية حيث يسكنونها في فصل الرعي في خلال جزء من السنة، بينما على الجبال تكون المساكن الفصلية الأخرى على بعد عشرة أو عشرين أو ربما ثلاثين ميلا من القرى الدائمة في الأودية السفلى.
وكذلك الحال لدى الزراع البدائيين الذين ينظفون مساحة من الأرض لزراعتها، وعندما تقل خصوبة تربتها فإنهم يفضلون الانتقال بقريتهم إلى موضع جديد عن البقاء في القرية الأصلية والعودة إليها، ولذا تبدو المزرعة القديمة مهجورة، وكذلك القرية التي كانت مركزا عمرانيا للجماعة البشرية تبدو مهجورة هي الأخرى.
ولا تتم إزالة القرى عشوائيا -فيما عدا بعض القبائل البدائية جدا- بل يتم ذلك في دورة معتدلة، ومن وقت لآخر تبنى القرية في موضع سابق شغلته مراكز عمرانية مرات عديدة من قبل، ولا شك أن لذلك فائدة كبرى تتمثل في الاستفادة من بقايا القرية السابقة في إنشاء محلة عمرانية جديدة، وقد يحدث في بعض الأحيان أن تتأقلم الزراعة المتنقلة مع العمران المبعثر كما في غابات الأمزون حيث يعيش الزراع المتنقلون في قرى ثابتة مع مساكن مبعثرة جنبا إلى جنب، وفي أعالي وادي نهر ريو برانكو فإن القبائل تتكون من عائلات صغيرة تعيش منفصلة في مجموعات صغيرة من كوخين أو ثلاثة وتتغير مواضع هذه الأكواخ كل سنتين أو ثلاثة، كذلك فإن جماعات الأروكان الذين يحترفون الزراعة المتنقلة فيما بين وسط وجنوب شيلي يعيشون في مساكن مبعثرة للغاية حيث تتكون بيوتهم من الأغصان ولذلك فعند انتقالهم يأخذون معهم الإطار الرئيسي للمسكن فقط.
والشعوب البدائية التي تمارس الزراعة المتنقلة لديها مساحات واسعة من الأراضي يمكنهم أن يتبعوا دورة كل عدة سنوات بها، ففي الزراعة المتنقلة تزال القرى عند الانتقال إلى منطقة جديدة بعد إجهاد التربة في المنطقة الأصلية ولكن عندما يتزايد السكان تصبح الأراضي التي يمارسون فيها الزراعة المتنقلة قليلة ويصبح إزالة القرى أمرا صعبا هو الآخر ومن ثم تصبح محلات عمرانية ثابتة.
وفي أفريقيا كان للنظام القبلي أثره الكبير على نمط العمران الريفي ذلك لأن العمران كان مرتبطا بسكنى أفراد القبيلة في مجموعات عائلية، ففي مناطق البانتو كان ذلك يأخذ شكل نويات مبعثرة من الأكواخ على هيئة خلية النحل bee hive type ذات جدران طينية وأسقف مخروطية من القش، وغالبا ما تكون هذه المساكن بالقرب من الحقول ومن حظائر الماشية، وفي أفريقيا الزنجية الجنوبية تكون المساكن ذات جدران صلصالية بأسقف مستطيلة من القش أيضا -حول تجمع مركزي- ويحيط بها أسوار من النباتات الشوكية لحماية السكان والحيوان.
ويعكس النمط السابق طبيعة الاقتصاد المعاشي وارتباطه بموارد المياه والدفاع والحماية المشتركة، وفي بعض الأحيان قد يكون المركز العمراني صغيرا لا يتعدى قرية صغيرة تتألف من عدة أكواخ تسكنها أسرة واحدة، وفي أحيان أخرى تتجمع هذه الأكواخ على هيئة بلدة متواضعة تأخذ في النمو حول مسكن رئيس القبيلة1.
ويقل التأثير القبلي بدرجة كبيرة بين السكان المستقرين في شمال أفريقيا، ولكن تبقى ظاهرة تركز السكان الريفيين في قرى كبيرة سائدة، ففي وادي النيل والدلتا في مصر تنتشر القرى ذات البيوت الطينية والأسقف المسطحة في نويات مركزية في الأرض الزراعية وأسهمت في نشأة هذه القرى عوامل متعددة أهمها الموضع حيث كانت تنشأ على تلال تعلو منسوب الفيضان -قبل التحكم في مياه النيل منذ عهد محمد علي في النصف الأول من القرن الماضي-، وتبدو آخر مراحل الاستقرار في زراعة الأرز في آسيا الموسمية حيث يتطلب أيدي عاملة كثيرة غالبا ما تكون مرتبطة بالحقول، ومن ثم فإن زراعة الأرز كما يقول بيربلو perpillou والتي تعد المرحلة النهائية في التطور تعد أيضا مادة لاحمة قوية "أسمنت لمجمعات القرية في الشرق الأقصى"1.
ويمكن تقسيم المحلات الريفية الثابتة إلى نمطين رئيسيين هما: أ- نمط القرى المندمجة، ب- نمط القرى المبعثرة.
1- القرى المندمجة:
يرتبط هذا النمط بإنشاء المساكن الريفية في بقعة واحدة مختارة داخل الأراضي الزراعية، وبالتالي تكون الأراضي المخصصة للمساكن مختلفة ومميزة تماما عن الأراضي الزراعية ويبدو هذا النمط على الخرائط في تجمعات واضحة وفي مواضع محددة تفصلها عن بعضها البعض أراضٍ وحقول زراعية ممتدة دون أي مساكن بها.
وقد ارتبطت القرى المندمجة الشكل بالظروف البيئية الأصلية، فالإنسان البدائي بمفرده غير قادر على درء أخطار الطبيعة وتكون الأسرة أو القبيلة أولى مراحل المجتمع وتسكن في مساكن متقاربة أو ربما متلاصقة طلبا للأمن، وما إن تتزايد أعداد القبيلة حتى تنتشر مساكنها في مساحة أكبر حول النواة الأصلية للمحلة العمرانية.
على أن العلاقات الأسرية ليست كافية لتفسير الاندماج الأولي في شكل المحلات العمرانية الريفية، ففي شرق أوروبا تعيش المجموعات الأسرية في محلات عمرانية مبعثرة على هيئة "عزب" أو مجموعات من العزب، كذلك فقد تحوي المحلة العمرانية الواحدة أكثر من قبيلة كما في أريزونا ونيومكسيكو حيث تسكن القرية المندمجة لجماعات الموجي Moqui والزوني Zuni الهندية الحمراء قبائل متعددة تصل إلى 15 قبيلة تسكن قرابة المائة كوخ وليس هناك فصل بين القبائل بعضها البعض وتميل الجماعات البدائية إلى التجمع في محلة واحدة لعدة اعتبارات منها تحقيق الأمن والحماية للجماعة من أخطار البيئة المجاورة وفوق ذلك التعاون في زراعة الأرض، ومع ذلك فإن هناك محلات عمرانية لم يكن عنصر تحقيق الأمن السبب الرئيسي في نشأتها واندماجها، ذلك لأن مواقع القرى في العصر الحجري الحديث كان يحدده موقع الأرض الخصبة والتي تسهل فلاحتها، ومن ثم فإن موضع القرية البيئي هو المحور الرئيسي لاندماجها.
وتختلف القرى المندمجة حسب الحجم اختلافا كبيرا تبعا لطبيعة وموارد البيئة المجاورة، فعندما تكون فقيرة في مواردها تكون القرى صغيرة في أحجامها، فعلى حافات الصحاري تتكون القرية من عدة أكواخ قد تصل إلى ستة أو سبعة، ومن ناحية أخرى فإن البيئة الغنية بالموارد الحيوانية والنباتية تكون قراها كبيرة الحجم، كما في قرى جماعات الهوتنتوت الذين يعيشون على الصيد والجمع والرعي البدائي والتي تتكون من حوالي مائة كوخ.
على أنه ينبغي القول بأن ثروة البيئة أمر متغير وليس ثابتا، وتعتمد على مواهب السكان في استغلالها، فالزراعة الكثيفة في السهول الفيضية مثلا تمثل استغلالا متقدما للتربة، وأسهمت بدورها في خلق عدد كبير من القرى الكبيرة وارتبط ذلك بطبيعة الحال بخصوبة التربة وتوفر موارد المياه والعوامل الطبيعية الملائمة للزراعة من ناحية ونمو وتزايد أعداد السكان من ناحية أخرى.
وتبدأ القرية في التضخم السكاني وبالتالي في اتساع رقعتها العمرانية وظهور توابع صغيرة لها أو قرى ترتبط بها وتسير في مراحل نموها السابقة مع تباين في ظروف الموضع بطبيعة الحال، يمكن تتبع ذلك بسهولة بأسماء القرى الجديدة، والتي غالبا ما تحمل اسما معدلا للقرية الأم، وعلى ذلك فعندما يستقر نظام زراعي دائم تبدأ القرى المندمجة في الظهور ولعل في مصر مثل واضح على ذلك حيث يعيش ما يقرب من 60% من سكانها في قرى كبيرة أو متوسطة الحجم.
والقرية المصرية -خلية أولية- تكاد تمثل امتداد رأسيا للأرض السوداء الأفقية، فجسمها من تربة مصر مباشرة كما تقوم دائما على ربوة اصطناعية مرفوعة محدبة كالصحن المقلوب حماية من الفيضان، وهي تكاد تكون نسخة مكررة منثورة بالآلاف في كل أرجاء الوادي وعلى صفحته وإن اختلفت أحجاما وأوضاعا1 ويبدو من توزيع المراكز العمرانية في مصر وخاصة في الوادي أن توزيع القرى يتحدد في النطاق المزروع على جانبي نهر النيل فقد آثر السكان بناء قراهم في نمط خطي ملحوظ عند الحد الشرقي من الوادي وذلك لأسباب منها ضيق الأرض الزراعية في الوادي بصفة عامة، كذلك ارتبطت بنظام الري الحوضي الذي كان سائدا في معظم جهات الوجه القبلي قبل إنشاء السد العالي، وبالتالي كانت الأراضي الزراعية تغرق بمياه فيضان النيل ومن ثم حرص السكان على بناء مساكنهم في مواضع تتميز بأنها أكثر ارتفاعا لا تغرقها مياه الفيضان كذلك امتدت بعض العزب في شكل طولي على امتداد الترعة الرئيسية في المنطقة.
وبالإضافة إلى الشكل المندمج الذي يميز القرية، فهناك قرى ذات شكل طولي، ويوجد هذا النمط مرتبطا بظروف الموضع كذلك، ويسود هذا النوع في إقليم المدلاند الإنجليزي وفي منطقة اللورين وحواف حوض باريس في فرنسا والقرية الإنجليزية من هذا النوع تمتد شريطيا على جانبي طريق رئيسي، والمساكن على كلا جانبيه، وكثير من هذه القرى الشريطية قديم وبعضها حديث وقد يكون نموها مرتبطا بطريق النقل الأخرى مثل الأنهار التي تكون أساسا هاما في نشأة القرى وامتدادها.
ب- القرى المبعثرة:
قد تكون المساكن في بعض الأحيان مبعثرة -دون نظام يربطها-، وغالبا ما تكون مساكن مفردة أو مجموعة صغيرة من المساكن، والتي تبدو في النهاية على شكل نسيج معقد من القرى الصغيرة "العزب" والمزارع وغالبا ما يدل هذا التبعثر على علاقة قوية للغاية بين مكان السكن ومكان العمل حيث يوجد كل منزل وسط الحقول أو المزرعة الخاصة بصاحبه.
ويؤدي التطور الاقتصادي إلى تحديد أشكال القرى واتجاهها نحو التبعثر وليس الاندماج، ولعل أول عامل مؤثر في ذلك هو نظام الملكية الزراعية حيث توجد القرى الصغيرة مرتبطة بالمزارع الكبيرة التي غالبا ما تكون مقرا لسكنى صاحب الأرض الزراعية وبعض العمال معه في مساكن مجاورة ومعنى ذلك أن القرى المندمجة إذا كانت نتاجا لتاريخ طويل في استغلال الأرض وترجع إلى فترات قديمة، فإن العمران المبعثر نتاج للعصر الحديث وللتغير في نمط الزراعة والملكية واستغلال الأرض حول القرية حيث تقل مساحة الملكيات الزراعية قرب مساكنها -وتميل إلى الكبر والاتساع بالبعد عنها- وتلك سمة عامة تتميز بها القرى.
المسكن الريفي:
هناك اتفاق عام بين الباحثين على أن الإنسان قد استخدم في البداية أكثر أشكال البيئة المحيطة به اقترابا لإقامة مسكنه، ومنذ العصر الحجري القديم الأعلى نجد مساكن مبنية من الأخشاب والطين، وبعضها يستغل انخفاض الأرض في صورة حفر طبيعية ليبني فوقها المسكن، ومنذ العصر الحجري الحديث ظهرت البيوت المبنية من الطين المقوى بالبوص أو من اللبن "الطوب غير المحروق" أو من الطوب. كذلك شاع استخدام الحجارة في بناء المساكن سواء في بيوت الحضر أو البيوت المقامة فوق سطح الأرض، ومع ظهور البيوت المستقلة المبنية بأنواع الطوب المختلفة عند الزراع تطورت أيضا مساكن الرعاة حيث تكون مساكنهم متنقلة وبذلك ظهرت أنواع من الخيام المختلفة من خيام الشعر التي نعرفها عند البدو في الصحراء العربية الأفريقية إلى خيام المغول والتركمان الضخمة المصنوعة من اللباد والتي تسمى "يورت Yurt" وهي أعظم مسكن متنقل من حيث المساحة والارتفاع والزينة المضافة إليها، وهناك نظير لها -ولكن أصغر- وهي الخيمة الجلدية عند بعض الهنود الحمر في أمريكا الشمالية وتسمى "تيبي1Tipi"ومن الواضح أن المسكن الزراعي الريفي يكون نتاجا للمواد الخام المحلية، فمساكن الريفيين في سهول الشرق الأوسط تصنع عادة من اللبن، وأكواخ الزراع البدائيين في النطاق المداري الأفريقي تصنع من هيكل خشبي مغطى بالطين وهكذا، وترتبط هذه المساكن بالوظيفة الاقتصادية الاجتماعية، فمسكن الريفي عبارة عن مجمع يحتل القسم الأكبر منه مخازن المحصول ومأوى الحيوان ومخزن الآلات والأدوات المستخدمة في الزراعة، أما القسم الآخر الأصغر فهو عبارة عن مأوى الأسرة.
وبالإضافة إلى اختلاف المساكن الريفية في المواد التي تبنى منها فإنها تختلف أيضا في خطتها وحجمها وشكلها، فمن المساكن الريفية ما هو بسيط ومتواضع للغاية ومنها المنتظم في شكله وخطته ومنها المزدوج المستطيل وهكذا، بل إن من البيوت الريفية ما يعلو إلى طابقين، وهي في ذلك كله تنشأ نتيجة اختلافات في مستويات المعيشة ونظم استغلال الأرض.

بواسطة : rasl_essaher
 0  0  10760