قصة قصيرة "أشجار" يوميات فلسطينيّة
أشجار
قالتْ عصابات الصّهاينة التي اجتاحتْ القرى الفلسطينيّة،فأعملتْ فيها الذّبح والبارود والإذلال والتّنكيل والاغتصاب والتّهجير والنّهب والتّدمير:"إنّ الأهالي الفلسطينيين هم من هاجموا أفرادها،وقتلوا جنودها،ودقّوا طبول الحرب".
العالم كلّه صّدق تلك العصابات الكاذبة الآثمة لأنّه كان لزاماً عليهم أن يصدّقوهم،ثم أفاضوا عليهم بعونهم وشفقتهم ودعمهم.
وحدها أشجار الزّيتون والتّين والبرتقال والرّمان والعنب من تحفظ وجوه رجال العصابات الصّهاينة وهم يتسلّلون عبرها قادمين من البعيد حيث البرد والجليد والقسوة والرّحيل،ووحدها من رأت الوجوه الآثمة الغريبة تمتدّ أيادي تقتل وتنهب وتغتصب وتخنق أنفاس الفلسطينيين الذين لا يجيدون إلا أن يفلقوا باطن أراضيهم بفؤوسهم ليخرجوا منها إلى الوجود سرّ خلودها شجراً وأثماراً وريحاً طيبة.
العالم كلّه صفّق طوعاً أو كرهاً للقتلة الصّهاينة الغاصبين،أمّا أشجار الزّيتون والتّين والبرتقال والرّمان والعنب فقد نقشتْ على جذوعها أسماء الشّهداء الأبرار كي لا ينسى التّاريخ جريمة اسمها اغتيال فلسطين.