خيمة (أتألق)
"صيف أرامكو" يستكشف قدرات الطلاب ومواهبهم
ينطلق مهرجان صيف أرامكو السعودية الثقافي، في ثلاث مدن رئيسية هي الظهران، والرياض، وجدة، ويستمر في معظم فترات الصيف.
وبدا الأطفال أكثر فرحاً بهذا المهرجان، حين دوت صرخاتهم خلال حفل الافتتاح الذي أقيم في مدينة الظهران ( شرق السعودية، ومقر شركة أرامكو)، يوم الخميس الماضي (21 يونيو 2012م) حيث تقدّم رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، خالد بن عبدالعزيز الفالح، معلناً تدشينه للمهرجان الصيفي، وصاحب كلمته الترحيبية، عرضاً بأشعة الليزر صنعت بمختلف ألوانها لوحة فنية أذهلت الحضور، ترافقها مؤثرات صوتية.
توافد ما يقرب من 10 آلاف زائر في يوم الافتتاح في الظهران، واحتوى المهرجان على فعاليات متنوعة كأولمبياد الروبوت، وساحة الخيال، والقرية التراثية، وحديقة السلامة المرورية، والعروض الإبداعية، وهي مساحة تمتزج فيها العلوم والفنون والتكنولوجيا، حيث يشجع فيها الاستكشاف والتعاون مع الآخرين، والتعامل بمهارة مع أدوات ومواد يعرض بواسطتها الصغار أفكارهم المتجددة، بالإضافة إلى ستوديو البارعين.
عدد من الطلاب من صف الأفلام الوثائقية يجرون تصويراً خارجياً
كما تمت استضافة أكاديمية فالنسيا لكرة القدم من ضاحية باتيرنا في إسبانيا، لأول مرة في المملكة، حيث يتم صقل مهارة الصغار في كرة القدم، من أعمار 7 إلى 10 سنوات، إلى جانب عودة البرنامج الرياضية في مقرات الأندية المحلية، بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ممثلة في نادي الاتفاق بالدمام، ونادي القادسية بالخبر، ونادي الفتح بالأحساء، ونادي الخليج بسيهات، ونادي الجبيل بالجبيل، حيث يتم استغلال فترة الإجازة الصيفية في اكتشاف وتطوير المواهب الرياضية اليافعة في الألعاب المختلفة، ككرة القدم وكرة السلة وكرة الطاولة والسباحة والكاراتيه والتايكواندو، وسيكون كل ذلك مصحوباً ببرامج صحية وتثقيفية متنوعة. كما يتضمن المهرجان معرض السعودية 2050، ومعرض ألف اختراع واختراع، وiSpark (أتألق).
رسائل النجوم وحكايات لا تنتهي
أحد أعمال الطلبة في صف المدينة المثالية
ومن المبهر أن تبدأ يومك بزيارة إلى خيمة الـ iSpark، حيث يتواجد الطلاب في الخيمة الخاصة بهم، بعد أن تم فصلها عن خيمة الطالبات، يتسارعون للدخول إلى صفوفهم، والبدء في الاستمتاع بفقرات المهرجان.
و في خيمة iSpark نجد عالماً آخر، إذا ما علمنا أن هذه الخيمة، تتكون من أحد عشر فصلاً، هي: يوريكا، وتتضمن صف الضوء: رسالة النجوم، وصف كشف شفرة الحياة. وفي الحكايات تتضمن صفوفاً ممتعة، وهي: الإعلام الجديد، وحكايا الفيديو، والأفلام الوثائقية.
أما الاستديو فهو يحوي على صفوف متميزة للغاية وهي: تصميم ألعاب الآيفون، والتصوير الإبداعي، والرسوم المتحركة. وحينما ننتقل إلى صفوف العبقرية، سنجد أنها تحوي على صف طاقة للعالم، وصف للجسور، وآخر للمدينة المثالية.
تحليل نظريات الطلاب
صورة لبرنامج التألق في مهرجان صيف أرامكو السعودية الثقافي
ومن خلال هذه الصفوف، لا يمكن أن يفتر حماس الطلاب، أو يشعروا بأنهم يتعلمون بطريقة المدرسة، بل تجد أن لديهم اختيارات لإبراز قدراتهم وتمثيل أنفسهم وأفكارهم كما يليق بهم، إلى جانب أنه يمكن للطلاب مقاطعة المدرّس في الصف، وإبداء رأيهم بالطريقة التي يجدوها تتناسب مع ما تحمله مضامين أفكارهم، ومعالجة ما يدور داخل رؤوسهم مع المدرّس دون خجل أو مواربة.
وهذا ما قاله الأستاذ أحمد قدوم الذي يقوم على تدريس الطلاب في صف رسالة النجوم، حيث لاحظتُ وجود حامل للأوراق وقد كتبت عليه بعض الأفكار، فسألته من أين أتت كل هذه الأفكار المُذهلة، فقال لي: "هذه الأفكار هي نتاج لسؤال طرحته على الطلاب، وعلى أثر هذه الأفكار، نقوم بتحليل النظريات".
أخبرته وأنا أعاود النظر إلى الأفكار التي كتبت باللون الأخضر، مستوضحة: "لكن ثمة ما كتب هنا. يبدو لي خطأ؟"، أجابني بسرعة مذهلة، "من الخطأ أن نقول للطلاب أن أفكاركم ليست صائبة، كل ما أفعله أنني أحاول الوقوف معهم على مدى صحة أو خطأ أفكارهم، عبر تحليل النظريات بشكل علمي".
شفرة الحياة
صورة خارجية للبرنامج
وفي صف شفرة الحياة، لم يتوقف الدكتور الشاب ناصر الخالدي، طبيب الأسرة في مستشفى الحرس، عن تقديم جميع النظريات وبحثها مع الطلاب، خلال اليومين منذ بداية انطلاقة برنامج iSpark (أتألق)، حيث لعب صغر عمر الخالدي دوراً مهماً وحيوياً، في قرب الطلاب منه، وبدا ذكياً ولماحاً في استخراج الكنوز الدفينة التي حركت كل قوارب الصيد في عقول الطلاب.
يقول الدكتور الخالدي، "أجرينا اليوم تجارب عديدة، سواءً أكانت نظرية أو علمية، وحاولت مع الطلاب إيجاد وكشف الصفات الجينية المفترض توارثها في السلالات النباتية". وبعد سؤالي لهُ عن معنى شفرة الحياة، قال لي موضحاً: "نعني بالشفرة النواة التي تحمل جميع الصفات الوراثية، والتي تنتقل من جيل إلى جيل آخر، وهي سر الحياة".
ولما سألته عن تجاوب الطلاب، رغم التعقيد الظاهر، أجاب: "لا يوجد تعقيد، الطلاب أبدوا ذكاءً وعمقاً في التفكير، وأنا فخور بهم جميعاً، كما أن مثل هذه الدروس قد حصلوا عليها أثناء دراستهم".