ضربة جزاء الملعقة
بيرلو يسدّد ركلة جزاء "منطقية وغير معقولة"

"خطر الأمر على بالي فجأة ، في لحظته".. هكذا فسّر صانع ألعاب المنتخب الإيطالي أندريا بيرلو ركلة الترجيح التي سددها بهدوء شديد "على طريقة بانينكا" ليجمد الدم في عروق الإيطاليين لوهلة قبل أن يتلقى موجات من الإشادة من زملائه على موقع "تويتر" الإلكتروني للتواصل الاجتماعي.
كانت إيطاليا متخلفة خلال ركلات الترجيح التي حسمت نتيجة مباراتها أمام إنكلترا بدور الثمانية من بطولة الأمم الأوروبية الحالية "يورو 2012" أمس الأول الأحد في العاصمة الأوكرانية كييف عندما توّج بيرلو (33 عاماً) أداءه المذهل خلال تلك المباراة بتسديد الكرة بطريقة تشبه تسديدة اللاعب أنطونين بانينكا في نهائي بطولة الأمم الأوروبية عام 1976 عندما فازت تشيكوسلوفاكيا على ألمانيا الغربية.
وقال بيرلو:"رأيت الحارس مرتمياً على أحد الجانبين بالفعل فسددت الكرة بهذه الطريقة. كانت النهاية أسهل، وقد هدأت هذه التسديدة من روعنا جميعاً".
ووصف تشيزاري برانديللي مدرب إيطاليا ركلة الترجيح جزاء بيرلو بأنها تسديدة من عبقري شكلت ضغطاً كبيراً على إنكلترا، بينما وصفت صحيفة "لا ريبوبليكا" هذه التسديدة بأنها "مجنونة وغير معقولة" فيما وصفت لاعب خط وسط يوفنتوس بأنه "الأكثر عقلانية ومثالية وترتيباً للأفكار في البطولة".
وكان بيرلو لعب كرة ساقطة هبطت بهدوء في مرمى الحارس الإنكليزي جو هارت الذي ظل ينظر إليها وهو مغلوب على أمره بعدما ارتمى على الجانب الأيمن من المرمى.
وكتب اللاعب الإسباني جيرارد بيكي في تغريدة له على موقع "تويتر" يقول: "بيرلو لاعب بمستوى آخر" فيما كتب الإسباني الآخر سيسك فابريغاس: "ولكن أي مستوى هذا". واكتفى الهولندي روبين فان بيرسي بكتابة: "بيرلو!".
وقال لاعب إيطاليا دانييلي دي روسي: "لو أردت الاحتفاظ بصورة واحدة في ذهني، سأحتفظ بركلة ترجيح بيرلو" حيث رفع لاعب روما الإيطالي قدر تسديدة بيرلو لتتفوق على تصدي الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون لضربة جزاء اللاعب الإنكليزي آشلي كول.
ولم يكن بيرلو أول لاعب عالمي المستوى يسدد ركلة جزاء بهذا القدر من الإتقان في لحظة بالغة الحساسية.
بانينكا المبتكر

ركلة بانينكا الشهيرة أمام الحارس الألماني سيب ماير
ففي حزيران/يونيو 1976 ، سجل اللاعب التشيكوسلوفاكي بانينكا اسمه في التاريخ كأول من يسدد ركلة جزاء بهذه الطريقة وكان ذلك في نهائي البطولة الأوروبية.
وقال بانينكا بعد سنوات من تسجيله هذه الركلة: "عندما ألقى سيب مايير نفسه في ركن المرمى بكل سهولة، كان هذا النوع من التسديد هو الخيار الأبسط بالنسبة لي.. لم يكن هناك احتمال بأن أخطئ التسديد". وكان اللاعب التشيكي يفكر قبلها في طريقة للتغلب على حارس مرمى فريقه براغ بوهيميانز، زدينيك هيرسكا، الذي طالما تنبأ بالزاوية التي يسدد فيها بانينكا.
وفي حزيران/يونيو 2000 سدد زميل بيرلو السابق في منتخب إيطاليا فرانشيسكو توتي ركلة جزاء بنفس طريقة "المغرفة" كما يطلق عليها في إيطاليا خلال ركلات الترجيح بين إيطاليا وهولندا في الدور قبل النهائي من بطولة الأمم الأوروبية 2000.
وبعد ستة أعوام، سدد النجم الفرنسي الكبير زين الدين زيدان ركلة جزاء بالطريقة نفسها في مرمى إيطاليا بعد مرور خمس دقائق من مباراة نهائي كأس العالم 2006 بألمانيا. فقد وضع الكرة فوق نقطة الجزاء بحرص شديد وابتعد عنها بضع خطوات ليستجمع سرعته قبل أن يتقدم ويسدد.
وكان يمكن لأي لاعب آخر أن يتعثر قبل تصديه لأول ركلة جزاء في إحدى مباريات نهائي كأس العالم. ولكن هذا الأمر لا ينطبق على اللاعب الفرنسي، الذي لعب الكرة بكل نعومة. وبينما ألقى بوفون بنفسه على الجانب الأيمن من المرمى، طارت الكرة بقوة فوقه لتصطدم بالعارضة وتدخل المرمى ثم تخرج منه.
وفي تموز/يوليو 2010 خلال بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا، كان حارس مرمى أوروغواي فيرناندو موسليرا أدى واجبه بإنقاذ ركلتي جزاء في مباراة بلاده بدور الثمانية أمام غانا. ولكن "المجنون" سيباستيان أبرو ضمن تأهل أوروغواي إلى الدور قبل النهائي من كأس العالم للمرة الأولى منذ 40 عاماً بإسقاط الكرة من فوق الحارس الغاني ريتشارد كينغسون.
وقال أبرو وقتها: "إنها طريقة أخرى لتسديد ركلة الجزاء. لم أتدرب عليها خلال الأسبوع، ولكنني أحياناً أنفذ هذا النوع من التسديد خلال التدريبات.. رأيت أن هذه هي الطريقة الصحيحة للتسديد، فقد لاحظت أنه (الحارس الغاني) يبادر بالارتماء على أحد الجانبين وأنه يجد صعوبة في الثبات بمكانه".