نص الماني ونص إيطالي
مونتوليفو بين الحنين والواجب

إنه يرتدي واقي ساق يحمل العلم الألماني، والدته مشجعة للمنتخب الألماني، وقلبه ينبض لبلده الثاني.
ولكن يوم الخميس المقبل في المباراة أمام ألمانيا في المربع الذهبي ليورو 2012، فإن ريكاردو مونتوليفو سيلعب بكل مشاعره مع المنتخب الإيطالي.
وقال مونتوليفو لاعب الوسط الجديد لنادي ميلان الإيطالي :"ستكون مباراة استثنائية بالنسبة لي".
مونتوليفو "ألماني" في صفوف الفريق الإيطالي، الذي من المتصور أنه كان من الممكن أن يلعب في صفوف الفريق الألماني، ولكن على عكس العديد من لاعبي المنتخب الألماني ذوي الأصول الأجنبية تحت قيادة المدير الفني يواخيم لوف، فإن الأمر لم يرد أبدا في ذهن مونتوليفو.
ووالدة مونتوليفو هي الألمانية "أنتي" من مقاطعة شلسفيغ هولشتاين، ولكنه دائماً ما تلقى تدريبات على ممارسة الكرة الإيطالية.
وولد مونتوليفو في كارافاجيو بالقرب من بيرغامو، وشارك كلاعب صاعد في صفوف أتالانتا بيرغامو قبل أن ينتقل إلى فيورنتينا، حيث قضى هناك سبعة أعوام، ثم قبل انطلاق يورو 2012 مباشرة رحل إلى ميلان بعقد يمتد لأربعة أعوام.
وعلى المستوى الدولي ارتدى مونتوليفو قميص المنتخب الإيطالي في صفوف قطاع الناشئين تحت 15 عاماً ثم منتخب الشباب تحت 18 و19 و21 عاماً قبل أن يصعد إلى الفريق الأول في تشرين الأول/أكتوبر عام 2007.
والموقعة أمام ألمانيا في وارسو يوم الخميس المقبل ستكون هي الأبرز لمونتوليفو على مدار مسيرته الكروية.
وقال مونتوليفو :"ستكون مباراة صعبة حقا، المنتخب الألماني جيد للغاية، يلعب بإيقاع مثالي منذ أعوام".
وانتهت آخر مباراة جمعت بين الفريقين في المربع الذهبي لكأس العالم 2006 بألمانيا، بفوز المنتخب الإيطالي بهدفين نظيفين في دورتموند، في الوقت الذي شاهد مونتوليفو (27 عاماً) المباراة عبر شاشة التلفاز.
ولكن اللاعب أثبت أحقيته في أن يكون ركناً أساسياً في صفوف فريق تشيزاري برانديلي، ويأمل أن يظلّ في التشكيل الأساسي خلال المواجهة أمام "الماكينات".
ولم يشارك مونتوليفو في المباراتين أمام إسبانيا وإيرلندا في المجموعة الثالثة ليورو 2012 قبل أن يدفع به برانديللي بدلاً من تياغو موتا في الدقيقة 62 من المباراة التي تعادل فيها الفريق مع كرواتيا 1-1.
وفي الوقت الذي يعاني فيه تياغو موتا من الإصابة فإنّ مونتوليفو حصل على فرصة المشاركة منذ البداية خلال الفوز على إنكلترا (4-2) بركلات الترجيح يوم الأحد الماضي في دور الثمانية للبطولة.
وعلى الأرجح لن يتأثر قرار برانديلي بإهدار مونتوليفو ركلة جزاء أمام إنكلترا.
وقال مونتوليفو :"إنها راحة كبيرة، خاصة بالنسبة لي، شعرت بحالة من الروع عقب إهداري ركلة جزاء، كانت لحظة قاسيةً حقاً، ولكن لحسن الحظ انتهى الأمر لصالحنا، نحن محظوظون لوجود حارس مرمى مثل جيانلويجي بوفون معنا".
وربما تحضر والدته المباراة أمام ألمانيا، ويقول مونتوليفو إنه ربما يحدث خلاف عائلي بسيط "والدتي تشجع ألمانيا بنسبة 60 بالمئة وتشجع إيطاليا بنسبة 40 بالمئة".
وبصرف النظر عن نتيجة المباراة، فإنّ ذلك لن يؤثر على زياراته المعتادة إلى ألمانيا، حيث مازال يقوم برحلات مع والدته إلى بحر البلطيق، حيث غالباً ما يقضي فترة الإجازة في منزل جديه، كما كان يفعل في فترة الطفولة.